ترهات طفل في العشرين من عمره (شاب مبكراً)
.
[color=red]
لا شيء يدعو للألق
أرق لذيذ يتبعه أرق
ها نحن كل ساعة
نقبع في بؤرة البؤس
من ثم يعشقنا القلق
لا شيء يدعوا للضحك
قانونهم مزيف
ومصيرنا بين أيديهم مرمي
على المحك
هنا تعريف الجمال بدون تجملً
أن يستحيل الجبن تاريخ
وأن يصبح الذل تحت الذل
تحملً
لا شيء يدعوا للبقاء
هم تليدً ذابحً
في كل غصة تجد تحت الباب
دعوة مغلفة بوردً ذابلً تدعونا للقاء
أحلامنا الصغرى مجرد مخدرات مباح بيعها
تذهب الى فراشك مرة
تختار من الأحلام أجودها
تشربها, تمضغها, تشمها
بكل أنواع التغدي
فالمهم أن تحسها
أحلامنا كـ سيف على الأعناق
قائمً كطير يحمي فراخه في عشً مؤقتً
مبعثرً مابين جهات أربعه
شيء هنا نريده
لكنه مغمسً بالنفاق
كل شيء من حولنا
يرسمنا لوحة أنهزام
جميلة تعابيرها
لكن حملها ياعزيزي لا يطاق
لا شيء يدعو للوفاء
أحلامنا الصغرى غدرت بنا
وتاهت بعدما كانت هنا
موسم تتزاوج به أهاتنا
وتتكاثر في موسمً يليه
ثم تغرقنا أحلامنا في بحر الرياء
لا شيء يدعو للأمل
طوق من الغدر أكتمل
هنا وثبتُ .. هنا جلستُ
هنا رقصتً مع قاتلي رقصة
تنسيني من هول الجراح عذابها
وهناك ضاع جزائي في العمل
كل البراهين من حولنا
تدللــك على شيء واحد
ان الحياة سخيفه
أنظر بها
وأقرأ شواهدها
ماذا وجدت سوى السخافه والرياء
أتحبذ أن أحكي لك حكاية رجل من الأعراب
أظنه يدعى خالدً
وهو في الهموم مع التأكيد خالدً
رجل فقير معدم
له من الأولاد ثلاثه
وأمرأه جميلة يعشقها وتعشقه
أزداد الجوع بألاولاد
فخرج بهم للسوق خالد
فيقول لي :
مررت ببائع الخبز وصحت به
يابائع الخبز بكم رغيف الخبز هذا
بالله اجبني ؟
فأجابني : بكذا وكذا
فدفعتُ ولدي الكبير أبيعه من أجل رغيفً من الخبز
ثم توجهتُ لبائع اللحم
يابائع اللحم بكم رطل اللحم أجبني
فاجابني : بكذا وكذا
فدفعتُ أبني الثاني اقايضه لاشتري رطل من اللحم
ثم تذكرتُ الخضار
فاذ ببائع الخضار متجهمً
يابائع الخضار ماهو سعرها:
أجبني
فأجابني بكذا كذا فلم يتبقى سوى الصغير
فبعته وكسبت الخضار
رجعتً الى زوجي أحمل مؤنه البيت متعبً
فاذا بها تصيح بي وتريد تقلتني
ظننتها غضبت لبيع اولادي مقابل قليل من خبز وخضار ولحم
لكنها فاجأتني قائله :
اين التفاح الم تجلبه بعد ؟ !
اجبتها يا زوجتي يا حبيبتي يا قرة عيني
لم يتبقى من الاولاد احد لكي اقايض به بائع التفاح
صمتت لبرهة ثم اخرجتني للسوق
فـ اذ بها تسئل بائع التفاح
يابائع التفاح بكم تبيعه
اجابها كذا وكذا
فتصيح زوجتي اني اشتريته
اني اشتريته
بثمن زوجي هذا !
هذه جزء من حكايه خالد
تعرفنا ان تفاحتين ضيعت مستقبل رجالا ورجال
تفاحة حواء اشترتها ببيع الجنه
وتفاحه زوجه خالد وحبيبته وقرة عينه
اشترتها بـ خالد
اما انا
ماذا اقول سوى السخافه هي رغد عيشنا
ولـللسخافه قومان
قوم يستأنسها منحاز لها
وقوم خاف منها فابتعد
بائس هو امره
فقال لا حيلة بيدي
الا ان اكون شخص محايد
كل شي حولنا بارتفاع متزايد
الا دم العربي متساقط هو سعره
لا شيء يدعو يا احبائي
سوى للبكاء
ها انت يامن تجعل الابتسامه ديدنً
ادنو قليلاً لاهبك نصيحة
ابكي هنا
وطهر عيناك من قذاره المشهد
فقد مللت من الرياء
انظر لغيري :
هو ذاك جعل من الرياء ديانة
واعتصم بصومعه الكذب منبوذً
يتلو مراسم الكذب اذا هطلت غيوم فكره من فيض كذبه
دياناتنا هي كثيرة
في كل يوم
نذهب للوزارة نتوسل المسؤول ان يمنح الترخيص لديانة وليده موقف ذل
تصوروا حتى اعتناق الجرح [ اصبح مذهب ]
يحج اصحابه في كل يوم الى قبور احلامهم
متمسكين بخيط رفيع يسمى الامل
يرخونه تارة
وتارة اخرى يتنازعون لشده
والجرح احوج للقلوب من الدواء
يحتاج نبض طفلة قتلت بالقدس تنتظر الفرج
والفرج دمعه طفل نام في بغداد في الاسبوع الثالث لغزو التتر
فلم يصحو الا عندما سقطت بغداد بين يدي الروم
فلما نهض من محراب جرحه شاهد المشهد
فلم يعجبه فعاد لنومه واعتذر
يا احبتي بالله
ويا اخوتي بالجرح
لا شي يدعو للشفاء
سوى التشفي بتأريخ عقيم
وتاريخ عميق
تاريخنا رغم عمقه لكننه اصبح تاريخً ممزق
ونحن في كل رصاصه نبحث عن صباح مبتسم
انظر لتلك الغانية
تتجول في ازقه بغداد تبحث عن ابي النواس لعله يرثيها ببيت من الشعر مقابل ان تكرمه بكأس من الخمر او ساعه لذة في فراش منتصف الليل
بينما هي باحثة وصلت لزقاق يقع بالكرخ موازي لدجلة
اذ بها ترى كهلا يبيع الورد
فبادرته ساخرة:
عمي يا بياع الورد
قلي بحق الورد تشتري ايش
تشتري رصاص وكحل
لو تشتري به عيش
عمي يا بياع الورد
شفت الورد مات
ما عاد يمنح عطر
لان الفرح بسكات
خالي يا بياع الورد
قلي جروحك كم
ماعاد بقلبك صبر
لجل الامل يهتم
قلي يا بياع الورد
متى الشمل يتلم
خالي يا بياع الورد
شفت العراق شلون
من بعد طيبه هله
صار العراق جنون
بابا يا بياع الامل
وردك تذبحه ليش
ماتخاف بكرا يجي
وتحتاج له بالعيش
عمي يا بياع الورد
ورد الي زرعته خوش ورد
بدمي رويته
ودثرته بشعري الحلو
وللغازي هديته
نعم هي تلك حكاية الغانيه وكهلها بائع الورد
قصه بؤس حكاها لي احدهم ومات
لكنها بقيت حيه في كل يوم شؤم
هل مللت من حكاية البؤس هذه ؟
اذا اسمح لي
بان اعود بك الى القدس لبرهة
واقص عليك حكاية طفلة تنتظر الفرج
والفرج دمعه طفل نام في بغداد في الاسبوع الثالث لغزو التتر
كانت مشتتة الرؤى
متمردة على احلام قومها
تمشي الهوينة على قبور من ماتوا هنا
فاذا خافت
تركض مرمية في حضن امها بائعة الخضار
كانت في سنة التاسعة من شقاء عمرها
ظفائرها شقر
على هيئة جديله
قد اخترعتها جدتها المنتهية صالحيتها
تلك الفتاة
ترتدي فستان مزين ببقع من اثار خضار تبيعها امها في ساحة السوق
الجو غائم بغيوم قد اصابها العقم
لا ترضى ان تمطر
ولا ترضى ان تنجلي
تحاصر القدس في سمائها
كما يحاصرها اليهود في
ارضها
اينما اتجهت في القدس تجد
حصار يحتضن حصار
نظرت لهذه الطفلة فابتسمت بحرقةً
ركضت الي
سئلتها ؟ كيف هو حالك
اجابتني ببسمة مارقة من بين شفتيها
انا هنا
متوحده مع القدر
اشقى مع امي
لاكسب رزقنا
انا ها هنا
اتعب من حالنا
ليأتي في الليل يغازلني القمر
لكن في كل فجر
الشمس تشرق من فمي
وتنير حياة قاتمه
انا رائعه فالوجود
سكبت الرصاص بشرياني
لكي يحتضنه دمي
انا ها هنا
بنيت احلامً
حملتها في رحم عقلي
وانجبتها مصير بائس
يعتصر ما تبقى لي من المي
انا ها هنا
هلما بنا
رافقني قليلاً
الى هناك
مدت يدها فاحضتنت يدي
لتخطف نظري وفكري الى بئر يقع في اطراف حارتهم
وقفت منتظر ما التالي
تقدمت طفلتنا الى البئر
مدت راسها كئنها تبحث عن شيء سقط فيه
فاذ بها تصيح
يا قابع في البئر اتسمع صحيتي
لكن لا شي يعود من البئر الا الصدى : يا قابع في البئر اتسمع صيحتي !
تلفتت الي ثم تعود الى جهدها : يا قابع في البئر اتسمع صيحتي؟
بالله انهض فالترى ماذا حل بالباقين من خلفائك
يا قابع بالبئر اتعلم ما جرى ؟
هنا بكيتُ , ثم ابتسمتُ حينما تعبت من من مشقة الفتح
اتذكر؟
فجئت للبئر ترجو الراحه القصوى
يا قابع بالبئر اتسمع صيحتي ؟
بالله عليك قم وقل لي اين سيفك واين سرج حصانك
فالربما ان وجدته سأمتطي ريحً واتبعك كما في اول الدهر قد افتتحها
يابن الكرام انهض واقرأ المشهد
يا قابع فالبئر قل لي كيفما اردت
ما ذنبنا اننا احتجناك في عصر المحن
كسبت تاريخ مذهبً بالمجد
ونحن من خسرناك وخسرنا المجد
يا قابع بالبئر اتسمع صيحتي
قم فصلي بجانب البئر
وانسى اين صليت اخر مره
فالاقصى لم يعد لنا مصلى
يا قابع فالبئر
من ستذكر ومن ستنى
بغداد تلك
التي اخرجتك مغوارً
ام القدس التي طهرتك بفتحها
كم في حياتك من افراحً ومن املً
وكم في حياتي من اسرار واسرارً
انا بدوري قد ذهلت من غرابه المشهد
فتفاعلت بدورها جينات التطفل في عقلي
لتدفعني الى اكتشاف هذا الذي يقبع في البئر
اقتربت من البئر
نظرت , تمنعت من فيه لم اجد الا قليل من الطين
نظرت للطفلة فاذ بعينيها شراة امل
سئلتني اتعرف من ذاك
هززت رأسي لا لا أعرف
فاذ بها تقص علي قصة قصيره جدا !
عندما قام صلاح الدين بفتح القدس في سنه سبعه وثمانون مئه والف من الميلاد
في اول يوم واول مكان وطئته قدماه هو هذا البئر
اتى ليشرب منه
من شدة التعب الذي اصابه نسى ان يخلع الخوذه من على رأسه
وهو يتناول جبة الماء لكي يرتوي
فاذ بخوذته التي تمتطي رأسه تسقط في البئر !
وانا هنا
اناديه عبر خوذته
لعل خوذته تستطيع فتح القدس
او عسى شخص يتحصن بها
فيعود من جديد فاتح للقدس
قصة اخرى من البؤس
لكن جمالها بانها مبطنة بعطر امل
هل تريد ان اقصص عليك قصة اخرى ؟
لربما ايقنت حقيقة احلامك الصغرى
الم اقل لك
لا شيء يدعو للألق
أرق لذيذ يتبعه أرق
ها نحن في كل ساعة
نقبع في بؤرة البؤس
من ثم يعشقنا القلق
والحلم في داخل العقل
وعقلنا به اختنق
حلم تثقال بالمجئ
وفي باطل العقل
احترق
لا شيء يدعو الا للرحيل
هم يرافقه رحيل
بعد يسبقه رحيل
غدر يتبعه رحيل
ليكون نتاج احلامنا
هو الرحيل لا شيء سوى الرحيل