عكّا (بالعبرية עכו "عاكو") مدينة إسرائيلية، توجد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على الرأس الشمالي لخليج حيفا، غربي منطقة الجليل، وهي من أقدم مدن فلسطين التاريخية. تقع المدينة على بعد 173 كيلومترا تقريبًا شمالي غربي القدس. حسب معطيات دائرة الإحصائيات الإسرائيلية من 2006 تعيش في عكا 46 ألف نسمة تقريبا، 27% منهم من عرب 48 والباقي من اليهود وآخرين.
في عكا يوجد مركز ومعبد لأبناء الديانة البهائية يعتبر من أهم المعابد البهائية إلى جانب المعبد الموجود في مدينة حيفا.
تعتبر عكا مفتاح فلسطين بسبب موقعها الاستراتيجي، فهي قد بدأت كميناء كنعاني، وعرفت عكا بصناعة الزجاج والأصبغة الأرجوانية الملوكية. احتلها وحكمها سلسلة طويلة من الغزاة، وأشتهرت بصدها نابليون بونابرت عن أسوارها إبان الحملة الفرنسية.
يظهر في أبنية عكا فن العمارة الفاطميوالصليبيوالعثمانى، كما تتميز بعمارة جامع الجزار الذي شيد من أعمدة رخامية قديمة، أما المدينة القديمة فقد قام الصليبيون ببنائها.
تاريخ عكا
عكا مدينة غاية في القدم. ذكر في التوراة (سفر القضاء 31،1) وفي أعمال الرسل 27،7: ذعب بولس مع رجاله من صور إلي عكا. خلال القرن الرابع للميلاد غزا ذو القرنين هذه المدينة. في عام 1104 غزا الفرنج عكا وكانت المدينة مرسى مهم في هذه المنطقة.
مسجد جزار باشا في عكا
مر على مدينة عكا الغزاة من العصور القديمة حتى العهد العثماني. سنة 637م (16هـ) فتحها شرحبيل بن حسنة. سنة 640م (20 هـ)، أنشأ فيها معاوية بن أبي سفيان داراً لصناعة السفن الحربية " ترسانة بحرية" سنة 648م (28هـ)، انطلقت السفن الحربية العربية من عكا إلى جزيرة قبرص.
حكمها الشيخ ظاهر العمر الزيداني وأبناؤه خلال القرن الثامن عشر، وهو من بنى أسوار عكا الحالية. حكمها أحمد باشا الجزار في نهاية القرن الثامن عشر.
سنة 1799م أوقفت عكا زحف نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي الذي وصل إليها بعد أن احتل مصر وساحل فلسطين، فقد حاصرها مدة طويلة، وفشل في اقتحام أسوارها ودخولها، حيث رمى قبعته من فوق سور عكا داخلها، لأنه لم يستطع دخولها.
في 4 فبراير 1918م احتلها البريطانيون.
سجن عكا
في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين كان في عكا سجن اشتهر إثر ثورة البراق حيث قامت السلطات البريطانية بتنفيذ حكم الأعدام في ثلاثة رجال هم : محمد جمجوم و فؤاد حجازي و عطا الزير بتاريخ 17 يونيو 1930.
العلاقات بين العرب واليهود
قبل تأسيس دولة إسرائيل كانت أغلبية سكان عكا من العرب المسلمين بيتما عاشت فيها طائفة يهودية صغيرة. بعد حرب 1948 أصبحت عكا مدينة مختلطة أغلبية سكانها من اليهود، ولكن نسبة السكان العرب فيها ما زالت كبيرة. في السنوات الأخيرة زاد التوتر بين العرب واليهود في المدينة، وفي 9 أكتوبر 2008 اندلعت اشتبكات عنيفة بين الطائفتين، عندما حاول سائق عربي الدخول بسيارته في حي يهودي خلال عيد يوم الغفران اليهودي (في هذا العيد يمتنع اليهود من السياقة). أسفرت الاشتباكات إلى إلحاق أضرارا في ممتلكات السكان، ولكنه لم يقع ضحايا من بينهم.