صندوق الدنيا : وكنا نسميه عجايبا غرايبا وهو صندوق معدن محدب من جهة ومقعر من
الجهة التي يحمله منها صاحبه على ظهره بوساطة سير قماشي عريض يثبته على كتفيه , ويتنقل به بين الأحياء مناديا بأعلى صوته ((عجايبا غرايبا تعوا تفرجوا يا أولاد على عنتر بن شداد وأبو زيد الهلالي وعلى الزير أبو بطن كبير تعوا تفرجوا يا سلام )) ويتبع مناداته هذه برشقات من الجرص الذي يحمله بيده أو بالموسيقى الروتينية التي تعمل بواسطة يد صغيرة (مانيفيل ) فكنا نهرع نحو صاحب هذا الصندوق عند سماع هذه
المشوقات التحريضية الذي كان بالنسبة إلينا بمثابة فيلم سينمائي فما أن نصل إليه حتى يريح صندوقه على الرصيف فيتناول منا الأجر ويبدأ بالتشغيل فيجلس كل اثنين من المتفرجين على دفة خشبية أمام الصندوق فيركزان عيونهما على فتحتين مستورتين بزجاجة مكبرة فيمر أمامها شريط من الصور المختلفة لشخصيات معروفة في القصص الشعبية .