مهمة للمرأة الصائمة
المرأة المسلمة الصائمة عليها أمور:
أولها: حفظ وقتها؛ فيجب عليها أن تشغل وقتها بما ينفعها من قراءة القرآن، وذكر الله، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، وغير ذلك من الصالحات.
ثم عليها -أيضاً- أن تشغل وقتها بالأعمال النافعة التي تحتاجها في شئونها الدنيوية، وفي منـزلها، وفي أولادها، وفي شأن نفسها، أو ما أشبه ذلك.
ثم عليها أن تحفظ وقتها من الغيبة، والنميمة، والقيل والقال، سواءً أكان ذلك من خلال المجالس مع الأخريات، أم من خلال المجالس التي تكون في مدارس البنات، أم من خلال الهاتف، أم ما أشبه هذا!!
كذلك عليها أن تحفظ وقتها عن مشاهدة التلفاز والأفلام المحرمة، والتمثيليات الهابطة، فإن هذه تدمر الأخلاق، وتقضي على الحياء، وتربى الإنسان على قيم ومبادئ مخالفة لما جاء به المرسلون عليهم الصلاة والسلام، ومخالفة لما توارثه المسلمون في مجتمعاتهم وبيئاتهم المتدينة.
ثم عليها أن تحفظ نفسها عن الخروج لغير الحاجة، وعن التبرج، وعن التطيب وإظهار الزينة، وعن الانسياق وراء المغريات التي قد تعرض لها في حياتها، وأن تحفظ زوجها في نفسها، وأن تطيع الله تعالى فيما ائتمنها عليه من أمر نفسها.
ثم عليها أن تحفظ مالها عن الإسراف؛ فإن كثيراً من الأخوات تملك مالاً كثيراً وقد تكون معلمة، تأخذ راتباً يقدر بعشرة آلاف ريال أو أكثر من ذلك، ثم هي ترى أن هذا الراتب لا قيمة له إلا أن تجدد الأثاث في كل عام، وتشتري ألوان الملابس والأحذية، وغير ذلك لها ولأولادها، وتقول: الأمر هين؛ لأن هذا مال لها ليس لها فيه حاجة. والواقع أن هذا من الإسراف الذي لا يحبه الله والله تعالى يقول: وَلا تُسْرِفُوا[الأنعام:141] ويقول: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ[الإسراء:26-27] عليها أن تحفظ هذا المال ولا تنفقه إلا في حق مما تحتاجه في أمر دنياها من الملابس التي تحتاجها وتريدها هي، فضلاً عما يشتري لها زوجها، وإلا زوجها مطالب بالإنفاق عليها حتى لو كانت غنية أو ما أشبه ذلك.
ثم عليها أن تحفظ بقية المال، وإن استطاعت أن تنمي هذا المال فهو حسن، وإن استطاعت أن تصرفه حاضراً أو مستقبلاً في أعمال الخير والبر والإنفاق فهذا أعظم ما يدخر له المال، فإنما يفرح بالمال-والله العظيم- لينفق في وجوه الخير وفيما يرضي الله تعالى.
وعليها كذلك أن تحفظ زوجها بالإحسان إليه، والصبر عليه، وتحمل الأذى منه، وحسن القول له، وحسن التبعل له، وأن تتزين له ما استطاعت، وتحرص على أن تكون سبباً في إعفافه، إعفاف فرجه، وغض بصره عن الحرام، وتستعد له في نفسها ولباسها وتزينها ومنـزلها وأطفالها؛ حتى لا تقع عينه منها على قبيح، ولا يشم منها إلا أطيب ريح.
وعليها أيضاً أن تحفظ أطفالها، تحفظهم عن الشارع فلا يخرجوا إلى قرناء السوء، أو يقعوا ضحية المخدرات، أو يتعلموا التدخين، أو يقعوا أيضاً ضحية حوادث السيارات أو الدراجات، أو ما أشبه ذلك مما يقع كثيراً.
وعليها ألا تخرج وتدعهم في البيت إذا خافت عليهم، فقد يقعون في حريق أو في مصاب، أو يقع على أحدهم شيء وهي بعيدة عنهم وقلبها معهم؛ بل إذا كان الأمر كذلك فعليها أن تصلي في بيتها، وقد قال الصادق المصدوق -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيحين : {لا تمنعوا إماء الله مساجد الله} وقال صلى الله عليه وسلم: {وبيوتهن خير لهن} فالرجل لا يجوز له أن يمنع زوجه عن المسجد؛ إذا كان ذلك لا يضر بها ولا يضر بأولادها.
ولكن المرأة أيضاً عليها أن تعلم أن صلاتها في البيت ما قدر لها مفردةً أو مع أحد إن كان في البيت أحد أنه خير لها من أن تخرج، وخاصةً إذا كان يترتب على خروجها إهمال لزوجها أو بيتها أو أطفالها، أو تبرج بالزينة، أو