اختتام أعمال المؤتمر الذي نظمته حركة اللجان الثورية الفلسطينية

ختتام أعمال المؤتمر الذي نظمته حركة اللجان الثورية الفلسطينية تحت شعار نحو حل جذري وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

اختتمت في مدينة قلقيلية اليوم السبت الموافق 28/2/2009م بالقاعة الملكية أعمال المؤتمر العلمي الذي أشرفت على تنظيمه حركة اللجان الثورية الفلسطينية تحت شعار ( نحو حل جذري وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي) وقد استهل المؤتمر بالسلام الوطني وبآيات من القران الكريم ومن ثم تحدث الأستاذ الدكتور يحيى جبر رئيس المؤتمر مرحبا بالحضور تلا ذلك كلمة للمنسق العام للحركة عرج فيها على أسباب الصراع والأهداف الحقيقية من وراء إقامة الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية وتجارب الشعوب تجاه تحقيق السلام. وقد شارك في هذا المؤتمر نخبة من الأكاديميين والسياسيين بأبحاث وأوراق استعرضت جوهر الصراع , ومشاريع السلام التي طرحت لحل القضية الفلسطينية ووضع حد للصراع الدامي في المنطقة , وأتت الأبحاث على الأسباب الحقيقية للصراع , كما تناولت مشاريع السلام المطروحة بالتحليل (" مشاريع السلام :و آفاقها و أبعادها " ) ومدى فعاليتها في تحقيق الأهداف , إلى جانب استيضاح البعدين العربي والإسلامي وسبل استكشاف حل جذري وشامل لهذا الصراع.

و يأتي هذا المؤتمر كمحاولة جادة للتعرف إلى الطبيعة الحقيقية للصراع و التي كثيرا ما يكتنفها الغموض على المستوى المحلي والقومي والدولي كما يشكل محاولة جادة لطرح أفكار جديدة لوضع صيغة حل جذري وعادل ودائم للصراع يأخذ باعتباره جميع الأرض المحتلة ويعتبر بالتاريخ حين كانت فلسطين دولة متسعة لأتباع الديانات الثلاث قبل الغزو الإسرائيلي الخارجي لها كما يأخذ بشخص الحاضر بوجهيه الظاهر والباطن وميز حجم الضبابية المرافقة لطبيعة المرحلة الحالية ودقائقها ليخطط لمستقبل واعد تنتشر فيه العدالة والأمن للشعوب.وقد تناول الباحثون في دراساتهم مجمل القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني حيث جاءت الأوراق وفق العناوين التالية:-
1- تبعات الحرب على غزة الدكتور عبد الستار قاسم
2- حق العودة بعيون إسرائيل الدكتور غانم مزعل
3- المبادرة العربية: قراءة في فعالية الجامعة العربية في تسوية القضية الدكتور حسن عيلش
4- الدولة الديمقراطية الواحدة ما لها وما عليها الباحثة عبير حمد
5- تأملات في فرص حل القضية الفلسطينية للباحث: يوسف عارف
6- فك الاشتباك بين الخطابين الإعلامي العلماني والديني أ. علي الجريري
7- محاكمة القادة الإسرائيليين كمجرمي حرب الدكتور محمد شراقة
8- القضية الفلسطينية مواجهة بين عقل ونقل الروائي يوسف العيلة
9- حل الصراع في البعدين الديني والقومي الدكتور زاهرحنني
10- مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية :دراسة مقارنة الدكتور عدنان عياش
11- الذاكرة الوثائقية الفلسطينية الدكتور أمين أبو بكر
12- عقبات في طريق السلام الباحثة سوزان عفيفي
13- إشكالية الدولة الفلسطينية وآفاق الحل...الخيار الأردني أنموذجاً الصحفي خالد وليد
14- دولة لشعبين " ثنائية القومية" الباحث يحيى أبو قمر
15- التحالفات الدولية والإقليمية د. رائد نعيرات
16- السياسات والإجراءات الصهيونية تجاه القدس الدكتور عدنان ملحم


وفي ضوء استفحال الصراع , وتعثر مشاريع السلام السابقة بما في ذلك الهدنة والتهدئة واستمرار البغي الإسرائيلي على الأرض والشعب , وتدنيس المقدسات والتطاول على الأنبياء والرسل , والتوسع الاستيطاني وهدم المنازل... وانطلاقاً من الحرص على مستقبل الأجيال القادمة وتجنيبها ويلات الحروب واستنادا لدروس التاريخ وعبره فقد توصل المؤتمرون إلى التوصيات التالية :

1- تثمين ما توصل إليه الأشقاء الفلسطينيون في مصر باعتباره المدخل الصحيح والضروري لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وما يؤكده ذلك التوافق من وحدة للدم والمصير.
2- إن دولة إسرائيل لم تقم في المنطقة من اجل تحقيق مشاريع للسلام بقدر ما توفر من خلال القوة المناخ الملائم للسيطرة على المنطقة العربية وتكريس الانقسام فيها . ولتكون جسر القوى الامبريالية الغربية للمحافظة على الاستمرار في الهيمنة والاستيلاء على الخيرات والمقدرات العربية وتسخير المنطقة لخدمة الأهداف الاستعمارية.
3- إن المساحة الجغرافية صغيرة جدا لا يمكن إن تتسع لدولتين
4- حق العودة هو حجر الزاوية في أي حل , ولا سبيل لتمرير أي حل لا يراعي هذا الحق .
5- الصراع على فلسطين ليس بين الفلسطينيين واليهود وحدهم وإنما له امتدادات عبر العالم , ذلك بما لفلسطين من مكانة في الديانات السماوية .
6- إن فكرة " دولتين لشعبين " لا يمكن أن تؤدي إلى استقرار المنطقة؛ ومن هنا تكون فكرة الدولة الواحدة هي أنجح المشاريع السلمية المطروحة
7- تعددت الآراء في هذه الدولة الواحدة , فهناك رؤى علمانية و رؤى إسلامية , و رؤية تقوم على الثنائية القومية , وبذلك تكون الدولة الديمقراطية الواحدة هي الأمثل , بحيث يكون لكل مرجعيته الدينية والثقافية , وبحيث يتعاون الجميع في بناء مشروع حضاري يحقق للإنسان كرامته ويسوسه بالعدل .
8- يشجب المؤتمرون ما تخطط له إدارة الاحتلال من هدم حي سلوان وتهجير سكانه ويطالبون المجتمع الدولي بالوقوف بحزمٍ في وجه هذا المخطط وان يسارع إلى لجم المحتل ورده إلى الشرعية .

9- إن الذاكرة الجمعية للشعوب لا يمكن تجاوزها ولا شطبها أو إحلال ثقافة بديلة عنها
10- إن الحلول المطروحة لا ترقى إلى شمولية الحل وجذريته ومن هنا فان ما قد يتحقق من سلام مزعوم لا يمكن إدراجه إلا في خانة القنبلة الموقوتة
11- إن السلام قيمة ومطلب إنساني ينبغي أن يتحقق للشعوب بالمساواة والعدل
12- إن وجود الدولة العبرية في المنطقة العربية أمر استثنائي وطارئ مخالف لحركة التاريخ ويسير في الاتجاه المعاكس له . وهو أمر مرهون بوحدة الأمة العربية واستعادة قوتها
13- إن الدول التي قامت بتهجير الإسرائيليين وترحيلهم لفلسطين قد مارست ظلما وتعسفا تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء
14- إن ما يطرح من حلول جزئية يندرج في خانة اللاوعي ويسهم في ممارسة التعمية والتخدير إلى حين وان على الجميع المبادرة إلى انتهاج السبل الكفيلة بتجنيب المنطقة برمتها من الحروب والدمار ومسلسل القتل المستمر الذي لن يتوقف إلا بإحلال السلام العادل الشامل الذي يرتكز إلى العدل واستعادة الحقوق.

15- إن الفلسطينيين لن يقبلوا بدويلة ، بل دولة ومسلّحة لتدافع عن نفسها . وسيكون من حقها أن تتسلّح بنفس مستوى سلاح الدول المجاورة لها . وهذا حق طبيعي ومشروع ولا يجوز لأحد الاعتراض عليه.
وفي ختام المؤتمر جرى نقاش عام حول مجمل الأوراق المقدمة وربط كافة المداخلات بما يجري في القاهرة من حوار وطني هام يؤسس لحقبة نضالية جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني ويسهم في التخفيف من معاناته كما جرى تكريم الأم الفلسطينية الصامدة في وجه الاحتلال وإجراءاته البشعة في مدينة القدس أم كامل الكرد حيث قام المنسق العام بتسليمها درعا من الحركة تعبيرا عن التقدير لصمودها كما جرى تكريم الأساتذة والباحثين بشهادات تقدير